استضافت حركة التوحيد والرباط منطقة الرباط، في يومها الختامي لحملة عفتي كرامتي عنوان حريتي، التي نظمت على مدى يومين، الفنانة المغربية فاطمة وشاي، مساء أول أمس الأحد 02 يونيو الجاري، في لقاء مفتوح بساحة البريد، حضره جمهور غفير من المهتمين وعدد من الوجوه الثقافية والفنية المعروفة.

وأثناء تقديمها للجمهور، سلط مصطفى الطالب، الناقد السينمائي، الضوء على جوانب متميزة في حياة الفنانة فاطمة وشاي، وذكر جملة من مواقفها الجريئة التي كسبت من خلالها احتراما أكبر من طرف الجمهور المغربي، وهو ما تجلى خلال اللقاء التواصلي الذي كان مناسبة احتفائية وتكريمية واحتفالية بشخصية فنية بقيمة فاطمة وشاي.

وفي كلمتها، استعرضت وشاي التي كانت مرفوقة بزوجها، تجربتها الفنية في عالم التمثيل، وحكت للجمهور الحاضر وقائع عديدة حصلت معها أثناء "التورناج" في فترة تصوير الأعمال التلفزيونية، واستحضرت بعض الممثلين الراحلين الذين شاركوها أعمال فينة، كالفنانة عائشة مناف التي شاركت إلى جانب وشاي في سلسلة احديدان.

وإثر ذلك، فتح الطالب المجال للجمهور الذي تسابق للحديث إلى وشاي، حيث قدموا إليها أسئلة كثيرة تنوعت ما بين الاستفسار عن كواليس مسارها الفني، وانطباعها عن الواقع الثقافي والفني بالمغرب، وكيفية توافقها بين الواجبات الأسرية والمهنية، ونصائح تربوية للأمهات، فيما أخذت سلسلة احديدان حصة الأسد في تدخلات الجمهور.

وأثناء جوابها، قالت وشاي، إن أهم ما تحتفظ به في ذاكرتها من تجربتها الفنية، هي اللحظات التي كانت تحس فيها بأنها تعانق وتمس قضايا المجتمع، وأضافت بأن الأعمال الفنية التي كانت تلقى النجاح هي التي كانت تحترم الذوق المغربي، أخلاقا وقاموسا وتراثا، مشيرة في هذا السياق إلى سلسة احديدان التي استقطبت شريحة واسعة من الجمهور المغربي.

وعزت وشاي الإقبال الكبير على سلسلة "احديدان"، لكونه يتناول الدراما الاجتماعية في قالب فني، بالإضافة إلى أنها أعادت الاعتبار إلى تراثنا الشعبي، بكل ما يحفل به من طقوس وعادات وسلوك وعمران ولباس، وتابعت بأن أي إنتاج يحترم هذه المعايير سيلقى النجاح ذاته. وأضافت وشاي بأنه إن كان من مزايا يتميز بها العمل الفني المغربي فهي الاشتغال على التراث والقيم والطقوس المغربية الأصيلة.

ودعت وشاي المخرجين المغاربة، إلى التصالح مع الذات المشتركة مع الشعب المغربي، معتبرة بأن الجمهور لا يبحث عن العري في الأعمال الفنية فهو موجود في الإنتاجات المكسيكية، حسب قولها، وإنما يبحث عن الإنتاجات التي لا تخدش الحياء وتتضمن قيم رفيعة تراجع حضورها في المجتمع كالستر والصدق والأمانة والإخلاص والعفة، تورد وشاي.

وحول سؤالها عن المسؤول في تردي الفن المغربي، قالت وشاي إن الجميع يتحمل مسؤولية هذا التردي، وتابعت قائلة "نحن المغاربة مسؤولون لأننا لا نحمل هاتفنا ونتصل بالإدارة المعنية المسؤولة عن القناة أو الإذاعة ونبلغه احتجاجنا ورفضنا واستنكارنا للمشاهد والكلام الذي نعتبره خادش للحياء"، مضيفة بأنه في إطار الدستور الجديد يحق للمواطنين إبداء أراءهم في كل ما يعرض على القنوات العمومية.

من جهته، قدم الفنان الشاب المعروف ب«الشيخ سار» للجمهور الرباطي الحاضر في فعاليات الأبواب المفتوحة، التي خصصت لتنزيل حملة "عفتي كرامتي عنوان حريتي"، لوحات فنية تنتقد سلوكات قيمية وأخلاقية يتخبط فيها أفراد المجتمع ، وتدعوا كلمات أغانيه إلى تقويم تلك الاختلالات وتصحيحها وفق هدي السنة النبوية والشريعة السمحة، كما الشباب نشر الاحترام المتبادل فيما بين الجنسين، والالتزام بعفة الجوارح امتثالا لأمر الخالق تعالى، واستطاع الشيخ صار استقطاب جمهور عريض من المارة بشارع محمد الخامس بالرباط، للانصات إلى كلمات أغانيه المفعمة بالرسائل الناصحة وأخرى تنتقد مهرجان موازين.

وأسدل الستار عن الأبواب المفتوحة، بتنظيم مسابقة ثقافية للأطفال، وتوزيع مطويات ومنتوجات ديكور تدعوا إلى الفعة.